للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من رمضان سنة اثنتين وستين وسبعمائة بعينتاب فنشأ بها وقرأ القرآن، ولازم الشمس محمد الراعي ابن الزاهد أحد علماء الصرف والعربية ودرس على غيره المنطق والفرائض والنحو والفقه، وبرع في هذه العلوم، وناب عن أبيه في قضاء بلده، وارتحل إلى حلب في سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة فقرأ على الشيوخ بعض العلوم، ثم عاد إلى بلده، ولم يلبث أن مات والده فارتحل إلى بعض البلاد ودخل ملطية، ثم حج ودخل دمشق وزار بيت المقدس، فلقي فيه العلاء أحمد بن محمد السيرافي الحنفي فلازمه واستقدمه معه القاهرة سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، وسمع على الزين العراقي صحيح مسلم والإلمام لابن دقيق العيد، وقرأ على التقي الدجوي الكتب الستة ومسند الدارمي وقريب الثلث الأول في مسند أحمد، وعلى القطب عبد الكريم حفيد القطب الحلبي بعض المعاجم الثلاثة للطبراني وعلى الشرف بن الكويك الشفا، وعلى النور الفوي بعض الدارقطني أو جميعه وعلى تغري برمش شرح معاني الآثار للطحاوي، وعلى الحافظ الهيثمي في آخرين، وفي غضون هذا دخل دمشق فقر بها بعضًا من أول البخاري على النجم بن الكشك الحنفي، وكان إمامًا عالمًا علامة عارفًا بالصرف والعربية وغيرها حافظًا للتاريخ، ذكره ابن خطيب الناصرية في تاريخه فقال: هو إمام فاضل عالم مشارك في علوم، وعنده حشمة وعصبية ومروءة وديانة، توفي رحمه الله في ليلة الثلاثاء رابع ذي الحجة بالقاهرة سنة خمس وخمسين وثمانمائة، ودفن بمدرسته التي بقرب داره١.

١٠- قاسم بن قطلويغا:

بن عبد الله الجمال المصري زين الدين نزيل الأشرفية الحنفي العلامة المفنن، ولد سنة اثنتين وثمانمائة تقريبًا بالقاهرة، ونشأ بها فحفظ القرآن، ثم أخذ في الجد حتى شاع ذكره وانتشر صيته وأثنى عليه شيوخه، وصنف التصانيف المفيدة، وطلب الحديث بنفسه يسيرًا، فسمع على الحفاظ ابن حجر وابن الجزري والشهاب الواسطي والزين الزركشي والشمس بن المصري والبدر حسين البوصيري وناصر الدين الفاقوسي والتاج الشرابيشي والتقي المقريزي وعائشة الحنبلية، وارتحل قديمًا مع شيخه التاج النعماني إلى الشام بحيث أخذ عنه جامع مسانيد أبي حنيفة للخوارزمي وعلوم الحديث لابن الصلاح، ودخل الإسكندرية، وقرأ بها على الكمال بن خير وقاسم التروجي، وعرف بقوة الحافظة والذكاء، وأشير إليه بالعلم، وأذن له غير واحد بالإفتاء والتدريس ووصفه ابن الديري بالعالم الذكي، ووصفه ابن حجر بالإمام العلامة المحدث الفقيه، وأسمع من لفظه جامع مسانيد أبي حنيفة بمجلس الناصري ابن الظاهر جقمق بروايته له عن التاج النعماني، وتوفي في ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وثمانمائة٢.

١١- الحافظ السخاوي:

شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد السخاوي الأصل القاهري المولد الشافعي المذهب نزيل الحرمين الشريفين،


١ شذرات الذهب ج٧ ص٢٨٦ والضوء اللامع ج١٠ ص١٣١.
٢ الضوء اللامع ج٦ ص١٨٤ وشذرات الذهب ج٧ ص٣٢٦.

<<  <   >  >>