ولعل مراد ابن الأثير من أنها في التاسعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث العمال لقبضها في هذه السنة، فهو الذي تأخر إلى التاسعة.
وحديث ضمام بن ثعلبة في البخاري ومسلم عن أنس بن مالك قال:"نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية فقال: يا محمد ... أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك، قال: صدقن قال: من خلق السماء؟ قال: الله، قال: فمن خلق الأرض؟ قال: الله. قال فمن نصب هذه الجبال، وجعل فيها ما جعل؟ قال: الله. قال: فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال آلله أرسلك؟ قال: نعم. قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا. قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا الزكاة في أموالنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسك الله أمرك بهذا؟ قال نعم: قال: وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك الله آمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا، قال: صدق: قال: ثم ولى، قال: والذي بعثك بالحق لا أريد عليهن ولا أنقص منهن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لئن صدق ليدخلن الجنة" وهذا اللفظ لمسلم.... والرجل الذي جاء من أهل البادية اسمه ضمام بن ثعلبة كما جاء مسمى في رواية البخاري وغيره، ففي رواية البخاري: "فقال الرجل: آمنت بما جئت به" وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر".
١٢- واختلفوا في قصر الصلاة في السفر:
فذهب جماعة إلى أن قصر الصلاة هو الأصل، ثم زيد في صلاة الحضر، فصارت أربعا عدا صلاة الفجر لطول القراءة فيها، والمغرب لكونها وترا للنهار، وأقرت صلاة السفر على ما كانت عليه، وفي حديث عائشة المتفق عليه بألفاظ منها:"فرضت الصلاة ركعتين، فأقرت صلاة السفر، وأتمت صلاة الحضر".