وكانت معيشته معيشة زهد وكفاف؛ فإن أخاه النضر، كان يتجر في البز، ولعله كان يشاركه في تجارته. وهكذا تكون حياة المنقطعين للعلم.
وعرف مالك في درسه بالوقار والسكينة، والابتعاد عن لغو الكلام.
وكان يقول: حق على من طلب العلم أن يكون فيه وقار وسكينة وخشية.
ويقول: من آداب العالم إلا يضحك إلا تبسما.
ولذا قال الواقدي في مجلس درسه: كان مجلسه مجلس وقار وعلم، وكان رجلا مهيبا نبيلا، ليس في مجله شيء من المراء واللغط، ولا رفع الصوت، وإذا سئل عن شيء فأجاب سائله لم يقل له: من أين هذا؟ وكانت الوفود التي تفد إلى المدينة لزيارة المسجد تتزاحم عند بابه لتستفتيه؛ فكان يأذن لكل جماعة بعدجماعة لكثرتهم.
واتفق العلماء على أن مالكا كان إماما في الحديث وأن روايته موثوق بها. وقال بعضهم: أصبح الأسانيد: مالك، عن نافع، عن ابن عمر، ثم مالك، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، ثم مالك عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.