أحدهما: بوجود المعنى في النفس ابتداء من غير طلب. والآحر: بالطلب من جهة الفكر.
الذكر قد يجامع العلم، وقد يجامع الشك في الشيء من وجه واحد، والذكر يضاد السهو ولا يضاد الشك كما يضاد العلمَ.
معنى {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ}[٤٣] أي: هو الذي يوجب بركة الصلاة، وهي الدعاء بالخير، وتوجبه الملائكة بفعل الدعاء، وهذا مما يختلف فيه معنى صفة الله - عز وجل - وصفة العباد، كـ (توَّاب) بمعنى: كثير القبول للتوبة، و (توَّابِ) بمعنى: كثير الفعل للتوبة.
وذكر الظلمة والنور - ها هنا - لأن العلم كالنور الذي يهتدي به إلى الأمور، والظلمة كالجهل في إيجاب الحيرة، والإيمان بمنزلة النور، لأنه يقود إلى الجنة، والكفر الذي يقود إلى النار.
وقيل: يصلي عليكم بطريقة الدعاء، كقوله: عليك رحمتي ومغفرتي.
وقيل:{وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}[٤٢] صلاة الغداة وصلاة العصر. عن قتادة.
وقيل:{مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}[٤٣] من الضلالة إلى الهدى. عن ابن زيدٍ.