للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٠٩ - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ بِاللَّيْلِ كَبَّرَ، ثُمَّ يَقُولُ (١): سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ.

ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً.

ثُمَّ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ (٢)» رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ (٣) - وَهَذَا لَفْظُهُ -، مِنْ رِوَايَةِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ - وَقَدِ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ (٤) -، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ (٥) الرِّفَاعِيِّ - وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ (٦) -، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.


(١) في و: «قال».
(٢) أمَّا «هَمْزُه»: فالمُوتَة، وهي شبه الجنون.
وأمَّا «نَفْخُه»: فالكِبْرُ؛ لأن الشيطان يَنفخ فيه حتى يعظِّمه.
وأمَّا «نَفْثُه»: فالشِّعْرُ. سنن أبي داود (٧٦٤)، وشرح مسند الشافعي (١/ ٣١٧).
قال الطيبي رحمه الله في الكاشف عن حقائق السنن (٣/ ٩٩٤): «المُوتَة - بالضم، وفتح التاء المنقوطة فوقها نقطتان - ضرب من الجنون والصَّرْع يعتري الإنسان، فإذا أفاق عاد إليه كمال عقله، كالنائم والسَّكْران، والنفخ كناية عن الكبر، كأن الشيطان يَنفخ بالوسوسة فيعظِّمه في عينه، ويحقِّر الناس عنده، والنفث عبارة عن الشعر؛ لأنه ينفثه الإنسان من فيه كالرقية»، قال: «إن كان هذا التفسير من متن الحديث فلا معدلَ عنه، وإن كان من بعض الرواة فالأنسب أن يُراد بالنَّفْثِ السِّحْرُ؛ فإنه أشبه لقوله تعالى: {ومن شر النفاثات في العقد}، وأن يُراد بالهَمْزِ الوسوسةُ، لقوله تعالى: {وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين}، وهمزات الشياطين خَطَرَاتها، وهي جمع (الهمزة)؛ من الهمز».
(٣) أحمد (١١٤٧٣)، وأبو داود (٧٧٥)، وابن ماجه (٨٠٤)، والنسائي (٨٩٨)، والترمذي (٢٤٢).
(٤) ذكره ابن منجويه في رجال صحيح مسلم (١/ ١٢٣).
(٥) في و: «عُليِّ بنِ عُليٍّ» بضم العين، وهو خطأ.
(٦) تاريخ ابن معين رواية الدَّارمي (ص ١٣٦)، والجرح والتعديل (٦/ ١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>