للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَسْجُدُ فِي المُفَصَّلِ» رَوَاهُ الحَاكِمُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ (١).

٣٥٤ - وَعَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: «بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ إِلَى أَهْلِ اليَمَنِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلَامِ فَلَمْ يُجِيبُوهُ.

ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يُقْفِلَ خَالِداً وَمَنْ كَانَ مَعَهُ، إِلَّا رَجُلاً مِمَّنْ كَانَ مَعَ خَالِدٍ أَحَبَّ أَنْ يُعَقِّبَ (٢) مَعَ عَلِيٍّ فَلْيُعَقِّبْ (٣) مَعَهُ، قَالَ البَرَاءُ (٤): فَكُنْتُ مِمَّنْ عَقَّبَ مَعَهُ.

فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ القَوْمِ خَرَجُوا إِلَيْنَا، فَصَلَّى بِنَا عَلِيٌّ، وَصَفَّنَا صَفّاً وَاحِداً، ثُمَّ تَقَدَّمَ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَأَسْلَمَتْ هَمْدَانُ جَمِيعاً.


(١) المستدرك (٤٠٠٥) من طريق عاصم، عن زر، عن علي رضي الله عنه قال: «عزائم السجود في القرآن: {الم تنزيل}، و {حم تنزيل} السجدة، و {النجم}، و {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، وأنا أتعجب ممن حدثني لا يسجد في المفصل».
وأخرجه البيهقي (٣٧٦٦) عن الحاكم به، من غير جملة: «أنا أتعجب … ».
والذي يظهر أن قوله: «وأنا أتعجب … » هو من كلام الحاكم، وليس من كلام علي رضي الله عنه، واللَّه أعلم.
وقد استعمل الحاكم هذه اللَّفظة في بعض كتبه؛ فقد قال في معرفة علوم الحديث (ص ١٧٧): «وهذا إسناد لا ينظر فيه حَدِيثِيٌّ إلا علم أنه من شرط الصحيح».
ومما يؤيد ذلك أن هذا الأثر أخرجه عبد الرزاق (٥٨٦٣)، وابن أبي شيبة (٤٣٤٩)، والطحاوي في معاني الآثار (١/ ٣٥٥)، والطبراني في المعجم الأوسط (٧٥٨٨)، وذكره الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة (١١/ ٣٨٨)، كلهم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فلم يذكروا هذه الزيادة «وأنا أتعجب … ».
(٢) «يُعَقِّب»: يرجع. الغريبَين في القرآن والحديث (٤/ ١٣٠٣).
(٣) في ب: «فيعقب».
(٤) «البَرَاءُ» ليست في هـ، و.

<<  <  ج: ص:  >  >>