للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأسه إلى السماء وأنشأ يقول: الطويل:

أما تستحي مني وقد قمت شاخصاً ... أناجيك يا ربي وأنت عليم

فإن تكسني يا رب خفاً وفروة ... أصلي صلاتي دائماً وأصوم

وإن تكن الأخرى على حال ما أرى ... فمن ذا على ترك الصلاة يلوم

أترزق أولاد العلوج وقد طغوا ... وتترك شيخاً والداه تميم

فدعا به، وخلع عليه فروة وعمامة، وأعطاه عشرة آلاف درهم، وحمله على فرس، فلما كان العام الثاني جاء الحج وعليه كسوة جميلة وحال مستقيم، فقال له: أعرابي، رأيتك في العام الماضي بأسوأ حالٍ وأراك الآن ذا بزة حسنة وجمال، فقال: إني عاتبت كريماً فأغنيت.

[مغفل يعاتب ربه]

وكان لبعض المغفلين حمار فمرض الحمار، فنذر إن عوفي حماره صام عشرة أيام فعوفي الحمار فصام، فلما تمت مات الحمار فقال: يا ربت تلهيت بي! ولكن رمضان إلى هنا يجيء والله لآخذن من نقاوته عشرة أيام لا أصومها.

[هرب الأعرابي من الصلاة]

وصلى بعض الأعراب خلف بعض الأئمة في الصف الأول وكان اسم الأعرابي مجرماً فقرأ الإمام: والمرسلات.. إلى قوله: " ألم نهلك الأولين " فتأخر البدوي إلى الصف الآخر فقال: " ثم نتبعهم الآخرين " فرجع إلى الصف الأوسط فقال: " كذلك نفعل بالمجرمين " فولى هارباً وهو يقول: ما أرى المطلوب غيري.

[أعرابي يرى سورة الفيل من الطوال]

وصلى أعرابي خلف إمام صلاة الغداة، فقرأ الإمام سورة البقرة، وكان الأعرابي مستعجلاً ففاته مقصوده، فلما كان من الغد بكر إلى المسجد فابتدأ الإمام

<<  <   >  >>