عن علي بن المحسن التنوخي قال: كان عندنا بجبل اللكام رجل يسمى أبو عبد الله المزابلي يدخل البلد بالليل فيتتبع المزابل فيأخذ ما يجده ويغسله ويقتاته ولا يعرف قوتاً غيره، أو يتوغل في الجبل فيأكل من الثمرات المباحات، وكان صالحاً مجتهداً إلا أنه كان قليل العقل، وكان بأنطاكية موسى الزكوري صاحب المجون، وكان له جار يغشى المزابل، فجرى بين موسى الزكوري وجاره شر، فشكاه إلى المزابلي فلعنه في دعائه فكان الناس يقصدونه في كل جمعة فيتكلم عليهم ويدعو، فلما سمعوه يلعن ابن الزكوري جاء الناس إلى داره لقتله فهرب ونهبت داره، فطلبه العامة فاستتر فلما طال استتاره قال: إني سأحتال على المزابلي بحيلة أتخلص بها فأعينوني، فقالوا له: ما تريد؟ قال: أعطوني ثوباً جديداً وشيئاً من مسك وناراً وغلماناً يؤنسوني الليلة في هذا الجبل، قال: فأعطيته ذلك، فلما كان نصف الليل صعد فوق الكهف الذي يأوي فيه المزابلي فبخر بالند ونفخ المسك فدخلت الرائحة إلى كهف أبي عبد الله