ظلمني، قال: ومن فلان؟ قال: والله لا أدري اسمه ولكن في خده الأيمن خال أو ثؤلول أو أثر لطمة أو أثر حرق نار أو أثر مسمار أو في خده الأيسر. وكان له مرة غلام يقال له: جرير أو نجم إلا أن في اسمه طاء أو لام، فضحك المعتضد، وقال: كأنه موسوس؟ قال: سلني عما شئت حتى أجيبك، قال: كم أصبع لك؟ قال: ثلاثة أرجل فأمر بإخراجه، فقال: ما أقول لبنتي إذا دخلت وقد فتحت حجرها لأطرح فيه الجوز يوم العيد؟ فأمر المعتضد أن يحمل معه إلى منزله طعام وجائزة.
دخل بعضهم إلى المستراح فأراد أن يحل لباسه فحل أزراره وخرى في لباسه.
[فائدة الأذنين]
حكي أن جماعة من أهل حمص تذاكروا في حديث الأعضاء ومنافعها فقالوا: الأذن للشم والفم للأكل واللسان للكلام فما فائدة الأذنين! فلم يتوجه لهم في ذلك شيء، فأجمعوا على قصد بعض القضاة ليسألوه، فمضوا فوجدوه في شغل، فجلسوا على باب داره، وإذا هناك خياط فتل خيوطاً ووضعها على أذنه، فقالوا: قد أتانا الله بما جئنا نسأل القاضي عنه، وإنما خلقت للخيوط. وانصرفوا مسرورين مما استفادوه.
[العنز يتيم في حجرها]
قال الجاحظ: مررت بحمص فمر عنز يتبعه جمل، فقال رجل لرجل معه: هذا الجمل من هذا العنز؟ فقال له: لا ولكنه يتيم في حجرها.
[لماذا نفر الفرس]
عرض هشام بن عبد الملك الجند فأتاه رجل حمصي بفرس، كلما قدمه نفر، فقال هشام: ما هذا؟ قال الحمصي: يا سيدي هو جيد، لكنه شبهك ببيطار كان يعالجه فنفر.
[وفد أهل حمص إلى الرشيد]
اجتاز أهل حمص بشيخ لهم، لم يكن فيهم أعقل منه ولا أكمل مع ابنين له معروفين عندهم بالعقل والكمال، فأوفدهم إلى الرشيد لمظلمة كانت بهم، فلما