كتاب أخبار الحمقى والمغفلين

الباب الثامن عشر المغفلين من المتحذلقين فيمن قصد الفصاحة والإعراب في كلامه من المغفلين - يزين الرجال علمهم لا مظهرهم - ص: 132

إنما تخفض حرفاً واحداً لا بلداً له خمسمائة قرية.

[يزين الرجال علمهم لا مظهرهم]

قال أبو الفضل بن المهدي: قال لي أبو محمد الأزدي: واظب على العلم فإنه يزين الرجال، كنت يوماً في حلقة أبي سعيد يعني السيرافي فجاء ابن عبد الملك خطيب جامع المنصور وعليه السواد والطويلة والسيف والمنطقة، فقام الناس إليه وأجلوه، فلما جلس قال: لقد عرفت قطعة من هذا العلم وأريد أن أستزيد منه، فأيهما خير سيبويه أو الفصيح؟ فضحك الشيخ ومن في حلقته ثم قال: يا سيدنا محبرة اسم أوفعل أو حرف؟ فسكت ثم قال: حرف. فلما قام لم يقم له أحد.

فصل

في عدم مخاطبة العوام بالإعراب

وقد تكلم قوم من النحويين بالإعراب مع العوام فكان ذلك من جنس التغفيل وإن كان صواباً لا ينبغي أن يكلم كل قوم إلا بما يفهمون.

[لا يخاطب العامة بالنحو]

قال ابن عقيل: كان شيخنا أبو القاسم بن برهان الأسدي يقول