وسلامه: هُوَ التَّحِيَّة أَوْ السَّلامَة من النقائص والرذائل.
وهو دعاء للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالسلامة من النقص والآفات وهو اسم مصدر سَلَّمَ بمعنى التَّسليم كما قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[الأحزاب: ٥٦].
وجَمْعُ الناظم بين الصلاة والسلام دون الاقتصار على أحدهما هو الأولى فقد نقل الإمام النووي -رحمه الله- كراهة إفراد الصلاة عن السلام وعكسه لاقتران الأمر بهما في هذه الآية. وفسر بعض العلماء الكراهة في كلام النووي بالكراهة التنزيهية التي هي بمعنى خلاف الأولى ورد ذلك الشيخ علي قاري وقال: لا يلتفت إلى ذلك … فإنه حينئذ لا يحتاج إلى الاستدلال ولا ينسب إليه بالاستقلال ا. هـ
ومراده أن النووي قصد التحريم لا الكراهة التنزيهية ذلك لأنه بالغ في الإنكار على الإمام مسلم وغيره لمخالفة ذلك. ولأنه لو كان قصده الكراهة التنزيهية لما كان لنسبة هذا القول إليه من أهل العلم مزية فإنه لا خلاف في أفضلية ذلك. وممن اختار الجواز الحافظ ابن الجزري كما في مفتاح الحصن الحصين والحافظ ابن حجر وكذا العيني في شرحيهما على البخاري وألف العلامة ملا علي القاري في ذلك رسالة مستقلة رد بها على الإمام النووي. (١)
المصطفى: المختار
(١) رسالة في بيان إفراد الصلاة عن السلام هل يكره أم لا. طبعت بتحقيق محمد فاتح قايا في دار البشائر عام ١٤٢٩.