للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طبيعة المعركة وصُوَر العَداء المعركة في ماضيها وحاضرها:

١- حين انبثق نور الدعوة الإسلامية في فجرها الزاهي المشرق لقيت من أعداء الحق عتاة الجاهلية ورءوس الضلال ألوانًا شتى من التكذيب والسخرية، والتحدي والعدوان، فقد أخذتهم العزة بالإثم، وشق على نفوسهم المستكبرة أن تهز هذه الدعوة من القواعد مواريث الباطل، الذي كانوا يرتكزون إليه، ويصدرون في سلطانهم عنه، ويتحكمون باسمه في رقاب العباد، ويعيثون في الأرض الفساد.. فاندفعوا يسومون المؤمنين سوء العذاب، ويشنون عليهم حملات عاتية من البغي والإيذاء، وأغراهم بالتمادي في طغيانهم أنه لم تكن للمسلمين في بدء دعوتهم منعة وقوة وسلطان، فلم يكن ثمة ما يحملهم على أن يطامنوا من كبريائهم وعنفوانهم المغرور، إذ لم تكن للمسلمين آنذاك سلطة مطاعة، أو قوة مرهوبة.. ولكنّ ما شهدوه من صمود المؤمنين وصبرهم وثباتهم جلعهم يدركون أن الإيمان بالله والانضواء تحت راية الاسلام، قد زوَّد هؤلاء المسلمين بقوة عجيبة لا تغلب، وعزيمة خارقة لا تلين.. وروح لا تعبأ بالعدوان، ولا تخضع للطغيان.

<<  <   >  >>