للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[العقيدة علاج الأزمات]

١- تصاب الأمم في بعض أدوار حياتها بكوارث ونكبات، تترك انعكاسات كبرى على أوضاعها العامة، وما يعتري الأمم في بنيتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والخلقية إِثْرَ هزيمتها في معركة ما من معاركها مع عدوها يُشْبِهُ إلى حدٍّ كبير ما يعتري الجسم الإنساني في أجهزته المختلفة إِثْرَ مرض عُضَال، وتختلف الأمم كما تختلف الأجسام في القدرة على تحمُّل ما يلازم العارضَ الجديد من تغيُّر، وفي التغلب على ما يرافقه من متاعب وآلام، كما تختلف أخيرًا في القوة الذاتية ومدى استعدادها لقبول المرض أو رفضه والخلاص منه، من أجل هذا يلجأ الأطباء في معالجتهم مرضاهم إلى غرس روح الأمل في المريض حتى لا ييأس من الشفاء، ويَصِفُون له الأدوية التي تساعده على تحمل الألم، بأدوية أخرى مقوية تمد الجسم بما يساعد طاقاته الطبيعية ومناعته الأصلية على التخلص من المرض والقضاء عليه.

ولعل الأمر في علاج الأمم لا يختلف كثيرًا عن علاج الأفراد بطرقه ووسائله، ولكنَّ أخطر ما يقع في الأمرين -وإن كان في الأمم أشدَّ خطرًا- أن يخطئ الطبيب في تشخيص المرض؛ لنقص في علمه أو تجربته، أو لالتباس الأعراض عليه بسبب تشابهها ودقة الفروق بينها،

<<  <   >  >>