١- إن الثقافة -بمدلولها العام الشائع- كلمة جديدة لا تتصل بالمدلول اللغوي الذي ذكرته معاجمنا العربية إلا على ضروب من التأويل والمجاز، لا تستقيم في كل الأحوال التي تستعمل فيها كلمة "ثقافة"؛ فهي تعني في أكثر الاستعمالات اللغوية:"الحذق والفطنة، وسرعة أخذ العلم وفهمه، وتقويم المعوجّ من الأشياء".
أ- قال الزمخشري في "أساس البلاغة" في مادة "ثقف": "ثقف القناة، وعض بها الثقاف، وطلبناه فثقفناه في مكان كذا: أي أدركناه. وثقفت العلم أو الصناعة في أوهى مدة: إذا أسرعت أخذه، ومن المجاز: أدَّبه وثقّفه، ولولا تثقيفك وتوقيفك لما كنت شيئًا. وهل تهذبت وتثقفت إلا على يدك".
ولو رحنا نتقصى مدلول هذه المادة في المعاجم العربية الأخرى قديمها وحديثها، لما ظفرنا بشيء جديد؛ ذلك أن هذه المعاجم ينقل بعضها عن بعض.
ب- قال في "القاموس المحيط":
""ثقف" ككرم وفرح ثقفًا وثقفًا وثقافة: صار حاذقًا خفيفًا فطنًا، وثقفه كسمعه: صادفه أو أخذه أو ظفر به أو أدركه ... وأُثْقِفْتُهُ، أي قُيّضَ لي، وثقفه تثفيفًا: سَوَّاهُ"