أ- إن الثقافة الإسلامية بارتكازها على العقيدة ليست من وضع بشر منساق بطبيعته البشرية إلى عوامل الضعف والنقص وضغط المنفعة والعصبية والطبقية؛ بل إن انبثاقها عن المنهج الإلهي يعطيها مطلق الثقة الكاملة بها، ويجعلها موضع الإيمان والتسليم، ويغنيها -من ناحية أخرى- عن الوسائل التي يُلْجَأ إليها لتزيين المفاهيم البشرية الناقصة المحدودة.
إن مناط تلك المفاهيم الضالة التمويه على الإنسان والتدليس عليه، وفي ذلك ما فيه من زراية بعقله، واستهانة بكرامته. "وقد اتسمت الحضارة المادية في العهد الأخير بالتدجيل في كل شيء، والتلبيس على الناس، وتسمية الأشياء بغير أسمائها، وتمويه الحقائق، وإطلاق الأسماء البراقة الخلابة للعقول على غير مسمياتها، وبكثرة الاختلاف بين الظاهر والباطن، والأول والآخر، والنظريات العلمية، والتجارب العملية. وهذا شأن الشعارات والفلسفات التي حلت محل الأديان. وسحرت النفوس والعقول، والكلمات التي أحاطت بها هالات التقديس والتمجيد وحل حبها واحترامها في قرارة النفوس، وحبات القلوب، وأصبح