١- ولقد شهدنا -في هذا العصر- مبلغ حرص الدول الاستعمارية على إنشاء المواقع الثقافية لها في البلاد الإسلامية؛ لتؤدي من خلالها مهمة استعمارية مزدوجة، وذلك بأن تنشر مفاهيمها الخاصة من جهة، وتشوه -من جهة أخرى- المفاهيم الإسلامية الأصيلة في حياة المسلمين، وبخاصة تلك المفاهيم التي يعتبرها المستعمرون من معوقات أهدافهم الاستعمارية البعيدة المدى.
إن المفاهيم الخاصة بهم التي يحرصون على غرسها في عقول أبناء المسلمين وتربيتهم عليها، وإنشائهم على التزامها، وصياغتهم للمستقبل على أساس منها، فهي المفاهيم النصرانية المحضة، التي تتراوح بين الغاية القصوى وهي: جعل المسلم نصرانيًّا في عقيدته، وبين ما دون ذلك من الغايات إذا تعذر إدارك الغاية القصوى، وتقوم هذه الغايات الأخرى على محور واحد وهو أن ينفك المسلم عن إسلامه بأي صورة من الصور، بدءًا من عاداته ومظاهر حياته، نهايةًً بعقيدته وتصوراته.
جاء في كلمة "شاتليه" عن إرساليات التبشير البروتستانتية: "ولا شك في