١- إن الإيمان بالله تبارك وتعالى هو الغذاء الوافي لقوى النفس في الإنسان، وهو المداد الخالد لحيويتها وتفتحها وإشراقها، وليس على وجه الأرض قوة تكافئ قوته، أو تدانيه في ضمان استقامة الفرد ويقظة ضميره ومتانة خلقه، ثم تماسك المجتمع وتضامن أبنائه وتعاونهم على الخير والبر. وسر ذلك أن الإنسان يساق من باطنه لا من ظاهره، وليست أنظمة الأمم والجماعات -مهما بلغت من الدقة والإحكام، ولا سلطان الحكومات والهيئات، مهما بالغت في المراقبة والتنظيم- بكافيتين وحدهما بمعزل عن العقيدة؛ لإقامة حياة فاضلة كريمة تحترم فيها الحقوق وتُؤَدِّي الواجبات على وجه مرضيٍّ مقبول، فإن الذي يقوم بواجبه رهبةً من السوط أو خشية من العقاب؛ لا يلبث أن يسيطر عليه الإهمال متى اطمأن إلى أنه سينجو من العقاب، ويفلت من قبضة القانون.
من أجل هذا كان لا بد من العقيدة في الحياة؛ لتملأها بالخير والحق والصدق والاستقامة، بل إن الحياة بغير عقيدة ضياع وعبث، وفراغ نفسي، وخواء روحي، وقلق دائم، واضطراب مستمر، وغرق في لجج