الاستشراق والثقافة الإسلامية بين المادحين والمشوهين:
ينقسم المستشرقون في موقفهم من الثقافة الإسلامية إلى فريقين: فهناك طبقة المادحين لها، وطبقة المنتقدين لها المشوهين لسمعتها، ولكن من المؤكد أن الطبقتين معًا كان لهما تأثير واضح على مجرى الفكر الأوربي تجاه الثقافة الإسلامية، ولما كانت أوروبا جملة لم تستطع أن تتحرر من عقدة التعصب النصراني ضد الإسلام، فقد كان ما كتبه المستشرقون المنتقدون المشوِّهون المادة التي ألهبت أُوَار التعصب، وشحنته بمزيد من الحقد والكراهية، ويكاد يضيع ما ذكره المادحون لثقافة الإسلام في غمار ذلك التيار المتعصب الأهوج إن لم يكن له تأثير عكسي من حيث إغراء المتعصبين بمزيدٍ من الطعن والدس والتشويه.
"إن أوروبا اكتشفت الفكر الإسلامي في مرحلتين من تاريخها، فكانت في مرحلة القرون الوسطى قبل وبعد توماس الأكويني تريد اكتشاف هذا الفكر وترجمته، من أجل إثراء ثقافتها بالطريقة التي أتاحت لها فعلاً تلك الخطوات التي هَدَتْها إلى حركة النهضة منذ أواخر القرن الخامس عشر.
وفي المرحلة العصرية والاستعمارية فإنها تكتشف الفكر الإسلامي مرة