للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[العقيدة تحدد الهدف]

١- تضع العقيدة هذا الإنسان في موضعه الصحيح، فتنير له دربه في الحياة؛ ليسير على هدى وبصيرة، ويسلك سبيل الحق والرشاد، في معالم واضحة، وخطىً ثابتة، وهدفٍ مرسوم، وقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وسوَّاه ونفخ فيه من روحه، وجعله خليفة في الأرض ليعمرها بالخير، وليقيم فيها مُثُلَ العقيدة الصالحة، والفكر السليم، والخلق القويم، وغَرَسَ فيه روح العبودية الخاشعة، والامتثال الكامل، وجعله ذلك المخلوق الجدير بأن يحمل هذه الأمانة الثقيلة، وينهض بأعباء هذه الرسالة الجليلة، بما أفاض عليه من النعم التي لا تحصى، وما زوده به من عقل مدرك، وفطرة نقية، وضمير طاهر، وإرادة فاعلة، وكلفه أن يسعى في إصلاح نفسه، ورعاية أهله، والبر بإخوانه، وأن يلتزم ما شرع له ربه من أحكام، وحَدَّ من حدود، ويؤدي ما افترضه عليه من فرائض، ودعاه إليه من فضائل، وفي هذا كله تكريم له، وإعزاز لشأنه، وإحاطة له بجو الطمأنينة والراحة النفسية.

قال تعالى:

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} ١.

وقال عز وجل:

{لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ، إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُون} ٢.


١ الإسراء: "٧٠".
٢ التين: "٤-٦".

<<  <   >  >>