من الواضح أن أبرز هدف للمستشرقين من دراساتهم هو:"إضعاف مثل الإسلام وقيمه العليا من جانب، وإثبات تفوق المثل الغربية وعظمتها من جانب آخر، وإظهار أي دعوى للتمسك بالإسلام بمظهر الرجعية والتأخر"١. وغني عن البيان أن هذا الهدف الرئيسي قد أخذ في هذا العصر طابع تيارات فكرية حديثة تتحرك وتنشط في أوساط المسلمين، وهي تيارات نشأت كلها في الغرب، وحملها إلى المسلمين عدد من المستشرقين والمبشرين، بالإضافة إلى فئات أخرى من العرب والمسلمين الذين درسوا في الغرب على أيدي المستشرقين، أو في المؤسسات الثقافية الغربية التي أقامها الغرب في بلاد المسلمين.
١ الدكتور عبد الكريم عثمان: "معالم الثقافة الإسلامية" ص٩٩.