الحركة، حين يتصل الأمر بتحقيق الهدف المشترك وهو النيل من الإسلام والمسلمين.
لقد ظهر في عام ١٩٣٢ كتاب اسمه "التفكير الجديد في أمر الإرساليات" أصدرته لجنة من المبشرين وفيه: أن المبشرين يفرضون على أنفسهم أن يكونوا مستعدين لأن يقبلوا بأمور تخالف العقيدة المسيحية..
"ويرى هذا الكتاب أن جميع المبشرين من بلاد رأسمالية، ولكن هذا يجب ألا يمنعهم من تفهم المذاهب الاقتصادية الأخرى كالاشتراكية والشيوعية. وعليهم أن يطعنوا الرأسمالية إذا كان ذلك يفتح لهم قلوب الخاضعين قهرًا لها، حتى إنه ليس ثمة مانع يمنع مصادقة الشيوعيين أيضًا، وإن كانت الشيوعية عدوة للنصرانية"
ويقول "تشارلس واطسون" -في نصحه للمبشرين بالتلون في سبيل تحقيق هدفهم التبشري:"يجب أن يظلوا برآء كالحمام، ولكن هذا لا يمنعهم أيضًا من أن يكونوا حكماء كالحيات"١.
٣- وإذا كانت رسالة الرجل الأبيض -وهي عنوان الاستعمار الحديث بجميع صوره وأشكاله النتيجة التي آلت إليها حركة أوروبا في العصر الحديث، فإن هذه النتيجة قد سبقتها مقدمة قبلها وهي حركة الحروب الصليبية، وليست تفهم حركة الاستعمار الحديث -سياسيًّا وعسكريًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا- إذا لم تفهم قبلها حق الفهم حركة الحروب الصليبية.
ولا نحسب أننا نفهم سر انتقال الدعوة الصليبية إلى ما يسمى برسالة الرجل الأبيض إلا إذا فهمنا أن الرسالة الجديدة جاءت لتحل محل الحركة الصليبية الأولى، كما جاءت لتمتد بها وتستفيد من سوابقها.. فرسالة