النصرانية وهو جاهل بأصل عقيدته، أو رجل معدم لا يجد سبيلًا للعيش إلا الدخول في النصرانية ليحصل على لقمة الخبز ويظل من المشكوك فيه أنه غيَّر عقيدته حقيقة.
إزاء هذه الشكوى قام القس "صموئيل زويمر" يقول في نهاية هذا المؤتمر: "إن الخطباء قد أخطئوا أيما خطأ، وإنه ليس الهدف الحقيقي للتبشير هو إدخال المسلمين في النصرانية، وإنما الهدف هو تحويل المسلمين عن التمسك بدينهم، وفي ذلك قد نجحنا نجاحًا باهرًا عن طريق مدارسنا الخاصة. وعن طريق المدارس الحكومية التي تتبع مناهجنا"١.
٣- وبدا واضحًا أن الغربيين الحاقدين -من مبشرين ومستشرقين وغيرهم- أدركوا إخفاقهم في تحويل المسلمين إلى نصارى، فلجئوا إلى خطتهم الرامية إلى تشويه المفاهيم الإسلامية بكل وسيلة، وركزوا اهتمامهم على تلوين المسلمين بالنصرانية والمفاهيم الغربية والمادية تلوينًا يبعدهم عن عقيدتهم الإسلامية، ثم يدينهم -فكرًا وخلقًا وولاءً وشعورًا- من الغرب.
يقول "جيب" في كتابه "إلى أين يتجه الإسلام؟ " موضحًا موقف التفكير الديني إزاء الثقافة الغربية: "إنه قد يبدو للنظرة الأولى أن الجمهرة العظمى من المسلمين لم تتأثر بمؤثرات دينية أوروبية، وأن التفكير الديني الإسلامي قد ظل وثيق الاتصال بأصوله الدينية التقليدية. ولكن ذلك ليس هو الحقيقة كلها. فالواقع أن التعاليم الدينية ومظاهرها -عند أشد المسلمين محافظة على الدين وتمسكًا به- قد أخذت في التحول ببطء خلال القرن الماضي. فإن دخول عناصر جديدة على الحياة الإسلامية