المصطلحات التي تجري على الألسن دون أن تتضح مدلولاتها في أذهان مستعمليها أو يكونوا متفقين على ما بها يعنون من ذلك كلمات: الجمال والشعر والخيال والأدب والمثالية، وغيرها كثير؛ وذلك أن هناك فرقًا واضحًا بين الأشياء الحسية التي يتلقاها الإنسان بحواسه الظاهرة ويجري عليها تجاربه المتنوعة، ويبرئها من التأثير بمزاجه وعواطفه، وبين الأشياء الروحية والمعنوية التي يصعب إخضاعها للتجارب المحدودة، والنواميس الثابتة لتغيرها واتصالها بالطبائع والانفعالات؛ فالأولى يمكن تعريفها بدقة أو قريب من ذلك كالمثلث والجزيرة والأجسام الصلبة والسائلة، والثانية: تجد معانيها مبهمة غير محدودة حتى في البيئة الواحدة بين المشتغلين بها. وقد يحتال بعض الباحثين للخروج من هذا الإبهام؛ فيضع تعاريف عامة تتناول أكثر المعاني الجزئية؛ ولكن ذلك يزيد في غموضها إذ لا يعرف القارئ أي المعاني يراد، وربما كان خيرًا منه ذلك الذي يذكر للكلمة ما يريد لها من معنى في موضوعه، ثم يشير إلى أن لها معاني أخرى في غير هذا المقام"١.