التحرر الحقيقي الكامل للإنسان، ومن الكرامة المطلقة لكل فرد في المجتمع، ولا حرية في الحقيقة، ولا كرامة للإنسان -ممثلاً في كل فرد من أفراده- في مجتمع بعض أربابه يشرعون، وبعضه عبيد يطيعون.
والمجتمع الإسلامي هو وحده المجتمع الذي يهيمن عليه إله واحد، ويخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، والعبودية المطلقة لله وحده تتمثل في اتخاذ الله وحده إلهًا، عقيدةً وعبادةً وشريعةً؛ فلا يعتقد المسلم أن الألوهية تكون لأحد غير الله سبحانه، ولا يعتقد أن العبادة تكون لغيره من خلقه، ولا يعتقد أن الحاكمية تكون لأحدٍ من عباده١.
وتتمثل حقيقة العبودية لله، واتباع شريعته، والإذعان بالحاكمية لله، بالإيمان الكامل -من ناحية أخرى- بأحقية ما شرعه الله تبارك وتعالى لتنظيم الحياة البشرية من أصول الاعتقاد، وأصول الحكم، وأصول الأخلاق، وأصول المعرفة، وكل تشريع ينظم أوضاع الناس السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وكل ما يتعلق بالقيم والموازين التي تسود المجتمع وتنميه وتقويه، وتدفع نشاط كل فرد فيه، لما يرضي الله -عز وجل.
١ انظر: "معالم في الطريق" تأليف سيد قطب. ص١٠٥، ١٠٧، ١٠٨، ١٢٣.