القديمة والوسيطة على تنمية الأرض ومحصولاتها، ويقال: إن "شيشرون ١٠٦_٤٣ ق. م" -الخطيب والسياسي والكاتب الروماني المشهور- كان أول من استعمل هذه الكلمة بمعناها المجازي فسمى الفلسفة "Culture Mentis" أي فلاحة العقل أو تنميته؛ ولكن هذا الاستعمال لم يلق الرواج كثيرًا في اللغة اللاتينية في أول الأمر؛ غير أن الحال قد تغير فيما بعد.
ب- ولما كانت اللاتينية أم اللغات الأوربية من إنكليزية وفرنسية وألمانية؛ فقد استعملت كلمة "الثقافة" في أوائل العصور الحديثة -في الإنكليزية والفرنسية- بمدلولها المادي والعقلي، ثم جاء الكتاب الفرنسيون -كفولتير وأقرانه- في القرن الثامن عشر الميلادي؛ فأطلقوا هذه الكلمة دون إضافتها إلى أمر مادي أو معنوي، وغدت بعد ذلك تدل على تنمية العقل والذوق، ثم انتقلت بعد ذلك إلى حصيلة عملية هذه التنمية وهي: المكاسب العقلية والأدبية والذوقية.
جـ- أما في الإنكليزية؛ فإن أول نص تستعمل فيه هذه الكلمة -بما يتفق مع ما أسلفنا- إنما يعود -حسب معجم إكسفورد- إلى عام ١٨٠٥م ولا يزال هذا المفهوم هو المعنى السائد في اللغات الغربية.. ولم ينتقل من الفرنسية إلى الألمانية -بهذا المعنى- إلا في أواخر القرن الثامن عشر.
- أخذ معنى هذه الكلمة يتطور عند الفلاسفة وعلماء الاجتماع والمؤرخين، وكان لا بد أن يطرأ عليه بعض التغير خلال تطوره هذا.. وكان أول ما طرأ عليه من تغير هو تحوله من الدلالة على الإنماء الفردي، إلى أحوال المجموعات الإنسانية من الأمم والشعوب، وغدت هذه الكلمة تطلق على مجموعة عناصر الحياة وأشكالها ومظاهرها في مجتمع من المجتمعات،