للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بنظام لعلاقات الناس بعضهم ببعض في حالات السلم والحرب، وفي رأس القواعد في هذا النظام أن الأصل في صلات الدول والشعوب هو السلام، وأن الحرب وإن كانت إحدى الظواهر الطبيعية في حياة البشر؛ إلا أنه لا ينبغي اللجوء إليها في حل المشكلات وحسم المنازعات إلا بوصفها العلاج الحاسم الأخير، الذي تفرضه الضرورة حين تخفق كل الحلول الأخرى في مقاومة الطغيان، ورد العدوان، وإزاحة العقبات التي تحول دون استجابة الناس للهدى ودين الحق طواعيةً واختيارًا دون قسر أو إكراه.

وإذا كانت العلاقات قبل الإسلام قائمة على العداوة والبغضاء، والخصومة والشر، وفقدان روح الفضيلة والأخلاق، وتحكيم نزعة القوة والبطش، وانعدام أي رعاية للحق والعدل والسلام؛ فإن الإسلام قد جاء بالمبادئ التي تضمن أسمى تشريع أخلاقي وإنساني في علاقات الدول بعضها ببعض، وهي مبادئ ترتكز على صياغة كرامة الإنسان وحريته، وعلى ضمان العدالة والمساواة له.

ولما كانت الأمة الإسلامية هي الأمة التي تحمل مبادئ الحياة العليا. وتحمل أمانة توطيدها وإقرارها في العالم. فقد عنى الإسلام بتربية العنصر الأخلاقي والإنساني لدى كل فرد مسلم، فجاءت مبادئه -في الميدان الدولي- هدمًا لكل مظاهر الفساد والتجاوز على المثل الإنسانية العليا، سواء أكان ذلك فسادًا في العقيدة، أو كان ظلم شعب لآخر، أو استغلال طبقة لأخرى، أو تحكم أمة في أمة، فحيثما كان الفساد فإن الأمة الإسلامية ملزمة بمكافحته وإزالة قواه. وتوفير الحرية والعدالة والكرامة لكل إنسان.

٢- ولقد وضع الإسلام للحياة قاعدة أساسية ترتكز على طمأنينة الإنسان واستقراره وتوفير السلام له "ولكن الإسلام مع هذا دين يواجه الواقع

<<  <   >  >>