للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: {إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} ١.

وقال: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَان} ٢.

٢- ويقيم الإسلام العلاقة بين المسلمين وغيرهم ممن لم يقاتلوا في الدين أو يخرجوا من ديارهم على البر والعدل، والإحسان والتسامح.

وفي ذلك يقول عز وجل: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ٣.

"ولا ينفي معنى الترغيب والطلب في الآية أنها جاءت بلفظ {لا يَنْهَاكُمُ اللَّه} . فهذا التعبير قُصِد به نفي ما كان عالقًا بالأذهان -وما لا يزال- أن المخالف في الدين لا يستحق برًّا ولا قسطًا، ولا مودة ولا حسن عشرة. فَبَيَّن الله تعالى أنه لا ينهى المؤمنين عن ذلك مع كل المخالفين لهم، بل مع المحاربين لهم، العادين عليهم"٤.

٣- بل يرتفع الإسلام بالمسلم إلى ذُرْوَة الإنسانية وأكرم آفاقها حين يأمره بأن يعمل على توفير الأمن للمشرك الخائف، وحمايته وإيصاله إلى بلده ومأمنه. وفي ذلك يقول عز وجل:


١ الكهف: "٣٠".
٢ النحل: "٩٠".
٣ الممتحنة: "٨-٩".
٤ يوسف القرضاوي: "الحلال والحرام في الإسلام" ص٣٢٦.

<<  <   >  >>