وتهددها أشباح حرب مدمرة، تقضي على الأمن والرخاء والسلام، وتنسف ما بناه الإنسان في تقدمه العلمي والصناعي من قواعد المدنية والعمران، ولا عاصم لها من كل هذه المحن المقبلة، والأزمات المستعصية إلا بالعودة الكاملة الواعية الصادقة إلى حِمَى العقيدة الحقة "عقيدة التوحيد"، فهي وحدها التي تحسم الأدواء، وتحل المشكلات، وتقضي على الأزمات، وتشيع روح الخير والطمأنينة والسلام.. وما لم تبنَ حياة الإنسان في هذه الأرض على أسسٍ من منهج هذه العقيدة التي توازن بين مطالب الجسم والروح، وحاجات الفرد والمجتمع، وتفصل بين الحق والباطل، والفضائل والرذائل؛ فلن ينحسم الصراع بين قوى الخير والشر، ولن تجد سفينة الحياة سبيلها إلى شاطئ السلامة، وملاذ الطمأنينة وأفق الرحمة والعدل، والتسامح والمساواة..
٢- وليس ينقذ البشرية مما تعانيه من هذا الخواء الروحي المتصادم مع فطرة الإنسان وتطلعه نحو الخير؛ هذا الرخاء المادي الوفير، وهذا المتاع الحسي الواسع، وليس ينتشلها من هذا الشقاء الذي تردت فيه ذلك السباق العلمي والإنجاز الصناعي..؛ فكل ذلك في واقعه البشري اليوم يضاعف من المشكلات، وينشر ضباب القلق والفساد والاضطراب، وسبب ذلك كله إنما هو الإعراض عن المنهج الإلهي، منهج العقيدة الحقة، التي تصحح التصور، وتحرر الوجدان، وتقوِّم الفكر والسلوك، وتضع الإنسان على الطريق السوي في الحياة..
٣- تلك صورة من واقع الحياة البشرية اليوم تؤكد أن الانحراف عن المنهج الإلهي يقذف بالناس على هذه الأرض في أتون محرق من الشر، وطوفان مغرق من الفساد، وأزمات مستعصية في كل جوانب الحياة ... أزمات نفسية وخلقية وفكرية.. وأزمات في السياسة والاقتصاد والاجتماع، وأزمات في الروابط الإنسانية والعلاقات الدولية، ولو عاد البشر إلى