وأوضح بصيرة، فتتضح لديه معالم الرؤية، وتنكشف أمامه السبل، فيدرك معنى إنسانيته، ويعي حقيقة مهمته، ولا يني -مهما طال الطريق وصعب المسير- عن سعيه لبلوغ غايته، وبهذا وحده يستوعب الإنسان معنى وجوده الحق، فيستقيم على الطريقة المثلى، فكرًا وشعورًا وسلوكًا، ويحقق الطمأنينة في حياته.
٢- وفي نموذج من التحذير المقترن بالوعيد تسوق الآيات الكريمة أبلغ عظة، وأجل عبرة، في مصير أولئك الذين عَتَوْا عن أمر ربهم بالتمرد والعصيان، والاستكبار والطغيان، حين خالفوا أمر الله، فلم يستجيبوا لدعوة التوحيد، ولم يتبعوا المنهج الإلهي في حياتهم، وكذبوا الرسل الذين جاءوهم بالهدى والنور؛ فكان عاقبة موقفهم الجاحد الظالم، حساب الله العسير، وعذابه النكير، حيث ذاقوا في الدنيا وبال أمرهم، فسادًا وانحلالاً، وذلاً ونكالاً، وترديًا في الأوضاع، وفوضى في النظم، وشقاء متواصلاً، وقلقًا وفقرًا، وجزعًا وجدبًا، ثم انتهوا إلى الدمار والانهيار.. ولهم في الآخرة -فوق هذا- أشد العذاب.
٣- هذه هي الحقيقة التي يؤكدها المنهج القرآني في مواطن عدة من كتاب الله عز وجل، ويقص -في مناسبات عدة- ما جرى في حياة الأمم الماضية والقرون الغابرة من خير أو شر أو سعادة أو شقاء؛ نتيجة لموقف هذه الأمم من العقيدة.. مقررًا أن مصير هذه الأمم التي بعث فيها الأنبياء بعقيدة التوحيد كان متعلقًا بمدى الاستجابة لها، والعمل بمقتضاها