- وله غدائر (١) - فدخل المسجد وهو يقول (ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم) فلهوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبلوا على أبى بكر، قالت أسماء رضي الله عنها فرجع إلينا أبو بكر فجعل لا يمس شيئا من غدائره إلا جاء معه وهو يقول (تباركت يا ذا الجلال والإكرام).
هذا نزر يسير مما أصاب الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبا بكر رضي الله عنه من القوم المشركين ولا ننس أن الله حماهما من بطش مشركي قريش - كما تقدم - بحماية العم والقبيلة - تيم - ومع هذا فقد ذاقا من العذاب ما قرى عزمهما فلم يضعفا ولم يهنا كل هذا ليكون درسا عمليا للدعاة إلى الإسلام فلا يضعفوا أمام التهجمات على الإسلام والعقيدة من الجاهلين لهما، وقد عرفنا مبلغ تخوف المشركين على نسائهم وأبنائهم من سماع آيات القرآن تتلى وهم يسمعون، خشية أن يصل نوره إلى قلوب النساء والأبناء والعبيد.
ويذكرني موقف كفار قريش في العهد الجاهلي بموقف آو وقوف البعض من المشرفين (أو المسرفين) على تقديم برامج الإذاعة الجزائرية الصباحية، فإذا حان وقت إذاعة القرآن الكريم - على قلة وقت الحصة - بعد إذاعة موجز الأنباء في الساعة السادسة صباحا - طبعا - فإن المكلف يضع الصحن أو الشريط المسجل
(١) الغدائر جمع غديرة المظفور من شعر الرأس، وهي الذوائب.