وله نحو الثلاثين حديثا، روى له مسلم منها ثلاثة وروى عنه من الصحابة: عبد الله بن عمر، وجابر وغيرهم، ومن التابعين: كعب الأحبار، وعبد الرحمن ابن أبي ليلى، وأسلم مولى عمر، وسعيد بن المسيب وآخرون ويعد في المدنيين، وكان يقول - فيما نقل عنه -: هلموا نحدثكم عن مغازينا: فأما أن أقول: قال رسول الله فلا، فهو بهذا يتجنب رواية الحديث.
وكان فيه مع فضله وإيمانه وعلو درجته - مداعبة وحسن خلق، وروى عنه من هذا أنه حين قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته وهو بقباء قبل أن يتحول منها، ومعه أبو بكر، وعمر، وكان بين أيديهم رطب وتمر، وصهيب قد رمد، إذ أصابه الرمد وهو في طريقه إلى المدينة، كما أصابته مجاعة شديدة من قلة الزاد معه، ولما وجد الرطب والتمر أمامه وقع في الرطب يأكل أكل الجوعان، فقال عمر: يا رسول الله ألا ترى إلى صهيب يأكل الرطب وهو رمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له:(تأكل الرطب وأنت رمد؟) فقال له صهيب: إنما آكل على شق عيني الصحيحة، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، وقال صهيب: يا رسول الله ما تزودت إلا مدا من دقيق عجنته بالأبواء حتى قدمت عليك