للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصَّريدِ (١) - والصَّرِيدُ: البرْدُ الشديدُ - وذاكرُ اللهِ في الغافلين يغفرُ [الله] (٢) له بعددِ كُلِّ رطبٍ ويابسٍ، وذكِرُ اللهِ في الغافلين يعرِفُ مقعدَهُ في الجنَّة" (٣).

قال بعضُ السَّلف: ذاكِرُ اللهِ في الغافلين كمثل الذي يحمِي الفئة المنهزِمَة، ولولا مَن يذكرُ الله في غَفْلةِ النَّاسِ لهلَكَ النَّاسُ.

رأى جماعةٌ مِن المتقدِّمينَ في منامهم كان ملاِئكة نزلَتْ إلى بلادٍ شتَّى، فقال بعضُهم لبعضٍ: اِخْسِفُوا بهذه القرية، فقال بعضُهم: كيفَ نخسِفُ بها وفلانٌ فيها قائمٌ يُصلِّي؟

ورأى بعضُ المتقدِّمينَ في منامِه مَن يُنشِدُ وَيقولُ (٤):

لَولا الَّذينَ لَهُمْ وِرْدٌ يُصلُّونا … وآخرون لَهُمْ سَرْدٌ يصُومُونا

لَدُكْدِكتْ (٥) أَرْضُكُم مِن تحتِكُم سَحَرًا … لِأنكُم قومُ سُوءٍ ما تُطِيعُونا

وفي مسند البزَّارِ (٦) عن أبي هريرة مرفوعًا: "مهلًا عن الله مهلًا، فلولا عبادٌ رُكَّعٌ، وأطفالٌ رُضَّعٌ، وبهائمُ رُتَّعٌ، لَصُبَّ عليكم العَذابُ صَبًّا". ولبعضهِم في المعنَى:

لَولا عِبادٌ للإله رُكَّعُ … وَصبْيةٌ مِنَ اليَتَامَى رُضَّعُ

ومُهْمَلاتٌ في الفَلَاةِ رُتَّعُ … صُبَّ (٧) عليكم العذابُ المُوجِعُ

وقد قيل في تأويل قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ


(١) في ط: "الصرير"، وهو تصحيف.
(٢) زيادة من نسخة (ب).
(٣) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" ٦/ ١٨١ مع اختلاف في اللفظ، وعنه السيوطي في "الجامع الصغير" رقم (٤٣١١) ورمز له بالضعف، وكذا ذكره الألباني في "ضعيف الجامع الصغير" ٣/ ١٦٦ رقم (٣٠٣٧).
(٤) لفظ "ويقول" لم يرد في آ، ش، ع.
(٥) دُكدِكَت أرضكم: أي دُفِنَت بالتراب.
(٦) ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١٠/ ٢٢٧
وقال: رواه البزار والطبراني في الأوسط، إلا أنه قال: لولا شباب خشع، وشيوخ ركع، وأطفال رضع، وبهائم رتع، لصُبَّ عليكم العذاب صبًا، ثم لَرُضَّ رَضًا، وقال: مهلًا عن الله مهلًا؛ وأبو يعلى [١١/ ٢٨٧] أخصر منه. وفيه إبراهيم بن خثيم، وهو ضعيف. ورواه البيهقي في "السنن" ٣/ ٣٤٥ وقال: إبراهيم بن خثيم غير قوي، وله شاهد بإسناد آخر غير قوي. وإبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك الغفاري، قال إسحاق الجوزجاني: كان غير مقنع، اختلط بآخرة. وقال النسائي: متروك. وأورد الذهبي له هذا الحديث في "ميزان الاعتدال" ١/ ٣٠.
(٧) في آ، ع: "لصب".

<<  <   >  >>