للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولدتهُم أمَّهاتُهم. وفي حديث أبي جعفر الباقر المرسل: "مَن أتى عليه رمضانُ فصَامَ نهارَهُ، وصلَّى وِرْدًا مِن ليله، وغَضَّ بَصَرَه، وحفِظَ فَرْجَهُ ولسانَه ويَدَه، وحافَظَ على صلاتِهِ في الجماعة، وبكَّر إلى جمعةٍ (١)، فقد صام الشَّهْرَ واستكملَ الأجْرَ، وأدرَكَ ليلَة القَدْرِ، وفاز بجائزة الرَّبِّ". قال أبو جعفر: جائزةٌ لا تشبِه جوائزَ الأمراءِ. إذا كمَّل (٢) الصائمون صيامَ رمضانَ وقيامَه، فقد وفَّوْا ما عليهم من العَمَلِ، وبقي ما لهم من الأجر وهو المغفرة؛ فإذا خَرَجُوا يومَ عيدِ الفِطْر إلى الصَّلاة قُسِّمَتْ عليهم أجورُهم، فرجعوا إلى منازِلهم وقد استَوْفَوا الأجْرَ واستكملوه، كما في حديث ابن عباسٍ رضي الله عنهما المرفوع: "إذا كان يومُ الفِطْرِ هَبَطَتِ الملائكةُ إلى الأرض، فيقومون (٣) على أفواه السِّكَكِ يُنادُونَ بِصَوْتٍ يسمَعُهُ جميعُ مَن خَلَقَ الله، إلَّا الجِنَّ والإِنسَ، يقولون: يا أمَّةَ محمدٍ! اخرُجوا إلى رَبٍّ كريم يُعطِي الجَزِيلَ، ويغفِرُ الذَّنْبَ العظيم، فإذا برزوا إلى مُصلَّاهم، يقولُ الله عزَّ وجلَّ لملائكته: يا ملائكتي! ما جزاءُ الأجير إذا عمِلَ عملَهُ؟ فيقولون: إلهنا وسيِّدنا! أنْ توفِّيَه أَجْرَهُ، فيقول: إنِّي أُشهِدُكُم أنِّي قد جَعَلْتُ ثوابَهم مِن صيامِهم وقيامِهم رضائي (٤) ومغفرتي، انصرِفوا مغفورًا لكم. خرَّجه سلمة بنُ شبيبٍ في كتاب "فضائل رمضان" وغيره. وفي إسناده مقالٌ.

وقد رُوي من وجهٍ آخر عن عِكْرِمَةَ، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما موقوفًا بعضُه.

وقد رُوِي معناه مرفوعًا من وجوهٍ أخَرَ فيها ضعفٌ؛ مَنْ وفَّى ما عليه من العمل كاملًا وُفِّي له الأجْرُ كاملًا، ومَن سَلَّم ما عليه موفَّرًا تسَلَّم ماله نقدًا لا مؤخَّرًا.

ما بِعتُكم مهجَتي إلا بوَصْلِكُمُ … ولا أُسَلِّمُها إلَّا يدًا بيدِ

فإنْ وَفَيْتُمْ بما قلْتُمْ وَفَيْتُ أنا (٥) … وإن أبيْتم يكونُ الرَّهْنُ تحتَ يَدِي (٦)


(١) في آ: "جُمَعِه"، وفي ع: "الجمعة".
(٢) في ب، ط: "أكمل".
(٣) في آ، ع: "فيقفون".
(٤) في آ، ع: "مرضاتي".
(٥) في ب: "وفيت لكم".
(٦) هذا البيت لم يرد في آ، ش، ع.

<<  <   >  >>