للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجُمُعاتِ - وفي رواية: "الجماعاتِ" - وانتظارُ الصَّلاة بعدَ الصلاة، مَنْ فعل ذلك عاش بخيرٍ ومات بخيرٍ، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمُّه. والدَّرجاتُ: إطعامُ الطعام، وإفشاءُ السَّلامِ، والصَّلاةُ بالليل والناسُ نيام؛ وذكَرَ الحديث. خرَّجه الإمام أحمد (١) والترمذي. وفي بعض الروايات: "إسباغُ الوُضوء في السَّبَرات". والسَّبْرة: شِدَّة البَرْد (٢). فإسباغ الوضوء في شِدَّة البَرْدِ من أعلى خِصال الإيمان. رَوَى ابنُ سعدٍ بإسناده: أن عُمَر رضي الله عنه وصَّى ابنَه عبد الله عند موته، فقال له: يا بُني! عليك بخصالِ الإيمان. قال: وما هي؟ قال: الصَّومُ في شِدَّة الحَرِّ أيامَ الصيف، وقَتْلُ الأعداء بالسَّيف، والصَّبْرُ على المصيبة، وإسباغُ الوُضوء في اليوم الشاتي، وتعجيلُ الصَّلاة في يوم الغيم، وتركُ رَدْغَةِ الخَبَالِ. قال: فقال: وما رَدْغَةُ الخَبَالِ؟ قال: شُرْبُ الخَمْرِ.

وروى الأوْزاعيُّ عن يحيى بن أبي كثير (٣)، قال: ستٌّ مَن كُنَّ فيه فقد استكمَلَ الإيمانَ؟ قتالُ أعداءِ الله بالسيف، والصِّيامُ في الصَّيف، وإسباغُ الوُضُوء في اليوم الشاتي، والتبكيرُ بالصَّلاة في اليوم الغَيم، وتركُ الجدالِ والمِرَاءِ وأنتَ تعلم أنَّك صادِقٌ، والصَّبْرُ على المصيبة. وقد رُوي هذا مرفوعًا. خرَّجه محمَّد بن نصر المروزي في "كتاب الصلاة" له بإسنادٍ فيه ضعف، عن أبي سعيد الخدري (٤) رضي الله عنه: "سِتٌّ مَن كُنَّ فيه بَلَغَ حقيقةَ الإيمان: ضربُ أعداءِ الله بالسَّيف، وابتِدارُ الصلاة في اليوم الدَّجْن، وإسباغُ الوُضُوء عند المكاره، والصِّيام في الحرِّ،


(١) رواه أحمد في "المسند" ٥/ ٢٤٣، والترمذي رقم (٣٢٣٥) في تفسير سورة: باب ومن سورة "ص". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وللمؤلف - رحمه الله - رسالة في شرح هذا الحديث أسماها: "اختيار الأولى: شرح حديث اختصام الملأ الأعلى"، وهي مطبوعة.
(٢) النهاية ٢/ ٣٣٣.
(٣) يحيى بن أبي كثير، أبو نصر الطائي، اليمامي، اختلف في اسم أبيه. كان طلّابة للعلم، حجة، روى له الجماعة، مات سنة ١٢٩ هـ. (سير أعلام النبلاء ٦/ ٢٧).
(٤) بعدها في آ، ش، ع: "مرفوعًا". والحديث في كنز العمال ١٥/ ٥٨٩ و ٩٠٠ وعزاه إلى الديلمي في "الفردوس"، عن أَبي سعيد. وهو في "الفردوس" ٢/ ٣٢٦، كما أورده السيوطي في "جامعه الصغير" وذكره الألباني في "ضعيفه" برقم ٣٢٤٦ ورمز له بـ "ضعيف جدًّا". قال الزبيدي في "الإتحاف" ٧/ ٤٧٠: "وفي سنده إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو متروك واه".

<<  <   >  >>