للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله عنه فسمعته رضي الله عنه يقول في شرح قوله (اللهم صل على من منه انشقت الأسرار) حاكيًا عن سيد محمد بن عبد الكريم البصراوي رضي الله عنه أن الله تعالى لما أراد إخراج بركات الأرض وأسرارها مثل ما فيها من العيون والآبار والأنهار والأشجار والثمار والأزهار أرسل سبعين ألف ملك إلى سبعين ألف ملك إلى سبعين ألف ملك ثلاث سبعينات من الألوف فنزلوا يطوفون في الأرض؛ فالسبعون الأولى يذكرون اسم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومرادنا بالاسم الاسم العالي ما يأتي في شرح وتنزلت علوم آدم. والسبعون الثانية يذكرون قربه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من ربه ـ عز وجل ـ ومنزلته ـ صلى الله عليه وسلم ـ منه. والسبعون الثالثة تصلي عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونوره ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع الطوائف الثلاث فتكونت الكائنات ببركة ذكر اسمه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحضوره بينها ومشاهدتها قربه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من ربه ـ عز وجل ـ قال وذكروه على الأرض فاستقرت وعلى السماوات فاستقلت وعلى مفاصل ذات ابن آدم فلانت بإذن الله تعالى وعلى مواضع عينيه ففتحت بالأنوار التي فيها فهذا معنى قوله منه انشقت الأسرار. فقلت: فهذا معنى دلائل الخيرات وبالاسم الذي وضعته على الليل فأظلم وعلى النهار فاستنار وعلى السماوات فاستقلت وعلى الأرض فاستقرت وعلى الجبال فرست وعلى البحار ففجرت وعلى العيون فنبعت وعلى السحاب فأمطرت. فقال رضي الله عنه: نعم ذلك الاسم هو اسم نبينا ومولانا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فببركته تكونت الكائنات والله أعلم. قلت وقد سبق كلام سيدي أحمد بن عبد الله الغوث رضي الله عنه وقوله لمريده يا ولدي لولا نور سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما ظهر سر من أسرار الأرض؛ فلولا هو ما تفجرت عين من العيون ولا جرى نهر من الأنهار، وإن نوره ـ صلى الله عليه وسلم ـ يا ولدي يفوح في شهر مارس ثلاث مرات على سائر الحبوب فيقع لها الإثمار ببركته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولولا نوره ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما أثمرت، ويا ولدي إن أقل الناس إيمانًا من يرى إيمانه على ذاته مثل الجبل وأعظم منه فأحرى غيره، وأن الذات تكل أحيانًا عن حمل الإيمان فتريد أن ترميه فيفوح نور النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليها فيكون معينًا لها على حمل الإيمان فتستحيله وتستطيبه " (الأبريز ص ٢٢٢) . اه ـ.

وصلاة ابن مشيش هذه يقول فيها

<<  <   >  >>