فانظر كيف اكتشف الدباغ سبعين رسولًا قبل نوح وكيف أن الله أهلكهم ليس على الشرك والكفر ومعاندة الرسل بل على المعاصي فقط. .
[أولياء أكثرهم أميون]
[دباغ يفضل نفسه على إبراهيم الدسوقي]
ولا عجب بعد ذلك إذا علمنا أن أهل هذه الكشوف المزعومة في غالبهم أميون كعبد العزيز الدباغ الذي روى عنه أو افترى عليه أحمد بن مبارك كان رجلًا أميًا، وشيخ عبد الوهاب الشعراني وهو الخواص كان أميًا كذلك واسمع ما يقول أحمد بن مبارك عن شيخه الأمي الدباغ.
" وسمعته ـ رضي الله عنه ـ يقول مرة أخرى السماوات والأرضون بالنسبة إلى كالموزونة (الموزونة: عملة مغربية) في فلاة من الأرض يصدر هذا الكلام منه ـ رضي الله عنه ـ وما أشبهه إذا شهدنا منه زيادة بل هو في زيادة دائمًا ـ رضي الله عنه ـ وقد كنت معه ذات يوم خارج باب الفتوح فجعل يذكر لي أكابر الصالحين مع كونه أميًا فقلت فمن أين تعرفهم فقال ـ رضي الله عنه ـ أهل الفتح الكبير مسكن أرواحهم قبة البرزخ فمن رأيناه فيها علمنا أنه من الأكابر ثم جرى بيننا ذكر الشيخ سيدي إبراهيم الدسوقي فقلت هو من الأكابر فجعلت أذكر مناقبه والغرائب التي نقلت من كراماته فقال ـ رضي الله عنه ـ لو عاش سيدي إبراهيم الدسوقي من زمنه إلى زماننا ما أدرك من المقامات ولا ترقى مثل ما ترقى أخوك عبد العزيز يعني نفسه من أمس إلى اليوم والله ما قاله أخوك افتخارًا وإنما قاله تعريفًا وتحدثًا معكم بالنعمة " ا. هـ (الإبريز ص١٦٨) . .
ونسأل ما فيه البرزخ هذه التي تجتمع فيها أرواح الصوفية. .
ولماذا لا يختار الله لولايته -في زعمهم- إلا أميين علمًا بأنه سبحانه وتعالى فضل أهل العلم والعلماء وما كان اختياره للرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أميًا إلا ليقيم به الحجة