للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد اتبع الصوفية طريقة التأويل هذه واستعملوا فيها أساليب ومصطلحات الشيعة إلى حد كبير. ومما سبق تدرك مبلغ الصلة الوثيقة بين التصوف والتشيع الباطني " (التصوف والصورة الروحية في الإسلام) .

[تقديس القبور وزيارة المشاهد]

تقديس القبور وزيارة المشاهد تقديس شيعي في نشأته، فالشيعة هم أول من بنى المشاهد على القبور والمساجد عليها في الإسلام بعد أن جاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهدم ذلك حتى لا تكون ذريعة إلى الشرك كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد) (متفق عليه) .

وفي صحيح مسلم أن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أرسل أبا الهياج الأسدي إلى اليمن وقال له: ألا أبعثك على ما بعثني به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أن لا تدع قبرًا مشرفًا (أي ظاهرًا بارزًا عاليًا عن الأرض) إلا سويته ولا تمثالًا إلا طمسته.

ولكن الشيعة تتبعوا قبور من مات قديمًا ممن يعظمونهم من آل البيت كعلي بن أبي طالب والحسين ومن سموهم بالأئمة من أهل البيت وراحوا يبنون على قبورهم. . ويجعلونها مشاهد ومزارات، وجعلوا ذلك أيضًا وسيلة للتكسب والعيش. . كما جاء في رسائل إخوان الصفا أن من الشيعة من جعل التشيع مكسبًا، مثل الفاتحة والقصاص، وجعلوا شعارهم لزوم المشاهد وزيارة القبور (رسائل إخوان الصفا ج٤ ص١٩٩) .

وكان هذا البناء وإظهار هذه الشعائر منذ بداية القرن الثالث الهجري، ولكن بعض خلفاء بني العباس شرعوا يهدمون ما افتروه وبنوه من هذه القبور. كما ذكر ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية أن الخليفة العباسي المتوكل أمر في سنة ٢٣٦هـ ـ بهدم القبر المنسوب إلى الحسين بن علي

<<  <   >  >>