في هذا الباب نجمع طائفة من كلام علماء المسلمين قديمًا وحديثًا لبيان مواقفهم من التصوف:
١ ـ لم تعرف كلمة التصوف قط في عصر الصحابة ولا التابعين ولم يكن هناك بتاتًا من يسمى بالمتصوف، ولذلك فالتصوف بدعة منكرة لم تظهر إلا في أواخر القرن الثاني الهجري، ولذلك لم يدركها الإمامان أبو حنيفة ومالك ـ رضي الله عنهما ـ.
[الإمام الشافعي]
وأما الإمام الشافعي فقد أدرك بدايات التصوف وكان من أكثر العلماء والأئمة إنكارًا عليهم. وقد كان مما قاله في هذا الصدد:" لو أن رجلًا تصوف أول النهار لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق ".
وقال أيضًا:" ما لزم أحد الصوفيين أربعين يومًا فعاد عقله أبدًا، وأنشد:
ودعوا الذين إذا أتوك تنسكو وإذا خلوا كانوا ذئاب خفاف
(تلبيس إبليس ص٣٧١)
وقال أيضًا عندما سافر إلى مصر: " تركت ببغداد وقد أحدث الزنادقة شيئًا يسمونه السماع " (يعني الغناء والرقص الذي ابتدعه الصوفية في القرن الثاني وما زال مسلكهم إلى اليوم) .
[الإمام أحمد بن حنبل]
وأما الإمام أحمد بن حنبل فقد كان لهم بالمرصاد فقد قال فيما بدأ الحارث المحاسبي يتكلم فيه وهو الوساوس والخطرات. قال أحمد: " ما تكلم فيها الصحابة ولا التابعون ". وحذر من مجالسة الحارث المحاسبي وقال لصاحب له: " لا أرى لك أن تجالسهم ". وذكر أبو بكر الخلال في كتاب السنة عن أحمد بن حنبل أنه قال: