للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبحان ربي الأعلى لأنه لا إله إلا علي وأولاده، وأما الإله الأعظم فهو الذي فوض إليهم العالم (اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص٥٧) .

لا شك أن مثل هذا الكلام وكلام الحلاج ينبعثان من مصدر واحد ويصدران عن عقيدة واحدة، ويهدفان بالتالي إلى هدف واحد هو تحويل المسلمين عن عقيدتهم الحقة وتضليل سعيهم، وإذهاب دولتهم، وتمزيق وحدتهم وجماعتهم.

ومما مضى يتبين لنا أن منهج الصوفية وغلاة الشيعة في القرن الثالث كان منهجًا واحدًا وعقيدة واحدة، فالحلاج كان زميلًا وصاحبًا لكبار رجال التصوف المشهورين في القرن الثالث كالجنيد البغدادي والشبلي.

فالجنيد نفسه قد أرسل إليه عندما حكم عليه بالقتل والصلب يقول: " أنك أفشيت أسرار الربوبية فأذاقك طعم الحديد "! وأما الشبلي فيقول: " كنت أنا والحسن بن منصور (الحلاج) شيئًا واحدًا غير أنه تكلم وسكت أنا " فالصوفية كانوا مع غلاة الشيعة شيئًا واحدًا عقيدة وهدفًا. . عقيدة في الحلول، وإنما اختلفوا فيمن حلت فيه روح لله، وهدفًا واحدًا في العمل على إسقاط دولة الإسلام، وتمزيق وحدة المسلمين، وتشتيت الأمة، عقائد ومللًا وغلاة.

[الطرق الصوفية والتشيع]

كانت الطرق الصوفية هي البداية العظيمة التي دخل عن طريقها الفكر الشيعي والمذهب الشيعي إلى العالم الإسلامي السنّي. وستقرأ فيما يلي إن شاء الله تعالى عن طريقتين مشهورتين تأسست الأولى في منتصف القرن السابع الهجري وما زال لها أتباع إلى اليوم وهي الطريقة البكتاشية، وتأسست الثانية

<<  <   >  >>