الحنفي في مقدمة كتابه الدر المختار أن الخضر أودع أوراق المذهب الحنفي في نهر جيحون إلى وقت نزول عيسى ـ عليه السلام ـ حتى إذا نزل أخذ هذه الصحائف وتعلم منها المذهب الحنفي حتى يحكم به في آخر الزمان! !
[الخضر يعلم الأذكار الصوفية]
الخضر الصوفي المزعوم يكاد يكون في كل ميدان من ميادين التصوف، فهو صاحب الكشف وهو نقيب الأولياء، وهو آخذ العهود، وهو مرشد الأنام، وهو معلم الأذكار. يقول أحمد بن إدريس:" اجتمعت بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اجتماعًا صوريًا ومعه الخضر ـ عليه السلام ـ فأمر النبي ـ عليه السلام ـ الخضر أن يلقنني أذكار الطريقة الشاذلية فلقنني إياها بحضرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ "(مفاتيح كنوز السماوات والأرض لصالح محمد الجعفري ص٨) ويستطرد أيضًا قائلًا: " ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ للخضر ـ عليه السلام ـ يا خضر لقنه ما كان جامعًا لسائر الأذكار والصلوات والاستغفار "(مفاتيح كنوز السماوات والأرض لصالح محمد الجعفري ص٨) .
قلت اعلم أن أذكار الطريقة الشاذلية هذه فيها كفر وشرك فمن أذكارها صلاة ابن مشيش (اللهم انشلني من أوحال التوحيد، وأغرقني في عين بحر الوحدة) وفيها أن محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو أصل هذا الوجود وأول مخلوق فيه ومنه انشقت كل الأنوار وظهرت كل الموجودات (اقرأ الباب الخاص بالحقيقة المحمدية، والباب الخاص بالذكر الصوفي) . .
والمهم هنا التنبيه على أن الخضر الصوفي يختلف تمامًا عن الخضر الذي ذكره الله في القرآن وقص علينا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قصته. فذاك نبي عبد موحد مؤمن على علم من علم الله بالوحي عاش ومات لوقته وزمانه وفعل ما فعل موافقًا للحق والشريعة أما الخضر الصوفي فهو ما رأينا مصدرًا للخرافة والجهل والشرك ولذلك أخبر الإمام ابن تيمية بأن الخضر المزعوم هذا لا حقيقة له شأنه في ذلك