لما كان الدخول في الطريق الصوفي لا يشترط له التوجه إلى الكتاب والسنة، بل إن التوفيق له يأتي أحيانًا عن طريق الهاتف، وأحيانًا بطرق أخرى سنعرفها فيما بعد إن شاء الله تعالى، فإن القوم منذ نشأتهم رأوا أن علمهم الذي يحصلون عليه ـ في زعمهم ـ أفضل من علم الكتاب والسنة، بل رأوا أن علم الكتاب والسنة مشغلة عن طريقهم ومسلكهم، وهذه بعض عباراتهم في ذلك:
أـ قال أبو يزيد البسطامي (مات سنة ٢٦١هـ ـ) ناعيًا على علماء الشريعة مفاخرًا لهم:
" أخذتم علمكم ميتًا عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت، حدثني قلبي عن ربي، وأنتم تقولون: حدثني فلان، وأين هو؟ قالوا: مات، عن فلان وأين هو؟ قالوا: مات "(الفتوحات المكية ج١ ـ ص٣٦٥) .
ب ـ وهذا الجنيد يقول:" ما أخذنا التصوف عن القيل والقال "(طبقات السلمي ١٥٨) .
ج ـ ويقول أيضًا:" أحب للمبتدئ ألا يشغل قلبه بهذه الثلاث، وإلا تغيرت حاله: التكسب وطلب الحديث والتزوج، وأحب للصوفي أن لا يقرأ ولا يكتب لأنه أجمع لهمه "(قوت القلوب: ٣/١٣٥) .
د ـ وقال أبو سليمان الداراني: " إذا طلب الرجل الحديث، أو سافر في