على اليقين وأفضل الأوصياء المرضيين " (الرسالة الأحمدية ص٩٢) .
ولا شك بعد ذلك أن هذه عقيدة شيعية كاملة حملتها هذه الأوراد، والعجيب حقًا أن هذه العقيدة الشيعية قد انتشرت في تركية الدولة السنية، وفي مصر كذلك، واستمرت هذه العقيدة الباطنية تنتشر وتنمو طيلة هذه القرون الطويلة من أواسط القرن الثامن تقريبًا إلى يومنا هذا في القرن الخامس عشر الهجري وكل ذلك تحت جناح التصوف. . فأي تلازم أبلغ بعد ذلك وأي تطابق بين التصوف والتشيع. . وهل كان التصوف إلا المعبرة التي عبر عن طريقها الفكر الشيعي الباطني إلى ديار الإسلام. . بل هل كان التصوف إلا المعبرة التي عبرت بها كل الفلسفات وكل أشكال الإلحاد والزندقة والتخريف إلى العالم الإسلامي؟ ! ! .
[دور الفرس في التشيع والتصوف]
لقد كان للفرس والجنس الإيراني الدور المميز الخاص في التصوف والتشيع. فأئمة التصوف ورواده الأول بلا استثناء قد كانوا من الفرس والموالي ولم يكن منهم عربي قط. وقد ارتبط التشيع أيضًا قديمًا باسم الفرس حتى إنه لا يكاد يذكر التشيع إلا ويقترن ذكره بذكر الفرس. . وقد كان لذلك أسبابه الخفية بلا شك. وقد كتب الدكتور كامل الشيبي في كتابه (الصلة بين التصوف والتشيع) فصلًا خاصًا بذلك حيث يقول:
أثر الشعب الإيراني في التشيع والتصوف:
" ويهمنا في هذا المجال أن نورد رأيًا لبراون رواه الباحث الإيراني المعاصر الدكتور قاسم غني ـ ومر بنا أصله ـ مؤداه أن (الإيرانيين ـ بعد رضوخهم لسيف العرب إثر حروب القادسية وجلولاء وحلوان ونهاوند ـ بذلوا استقلالهم