ـ رضي الله عنه ـ ما وما حوله من المنازل والدور ونودي في الناس أن من وجد هنا بعد ثلاثة أيام ذهب به إلى المطبق، فلم يبق هناك بشر، واتخذ ذلك الموضع مزرعة تحرث وتستغل (البداية والنهاية ص٣١٥ ج١) . . وكان هذا القبر مزارًا لفرقة الإسماعيلية من الشيعة الذين كانوا يزورون هذا القبر ثم يذهبون إلى (سلمية)(قرية من قرى سوريا كانت وما زالت مأوى للفرق الباطنية. وهي قاعدة الإسماعيلية في هذا الوقت) ، لزيارة أئمتهم هناك (العبر ج٣ ص٣٦١) .
وجاء الصوفية فنسجوا على هذا المنوال فجعلوا أهم مشاعرهم زيارة القبور وبناء الأضرحة، والطواف بها والتبرك بأحجارها، والاستغاثة بالأموات، فقد جعلوا قبر معروف الكرخي، وهو رائد من رواد التصوف، مكانًا لزيارتهم وقالوا: قبر معروف ترياق مجرب (طبقات الصوفية للسلمي ص٨٥) .
بل جعل المتصوفة جل همهم بناء هذه القبور وتعظيمها ودعوة الناس إليها، وجعلوا أعظم مشاعرهم الطواف بها، والتبرك بها ودعاءها من دون الله عز وجل. . بل لا يوجد شيخ متبع إلا وبنى لنفسه قبة كبيرة ومقامًا. . وهكذا أعادوا من جديد شرك الجاهلية الأولى.
[العمل على هدم الدولة الإسلامية]
[الحلاج والتشيع]
قال الدكتور كامل الشيبي: لم يكن أمر الصلة بين الحلاج والتشيع مقصورًا على التداخل بين كلامه وكلام الأئمة، وإنما كان مطلقًا على مذاهب التشيع كلها، وقد استخدمها كلها في بناء مذهبه الحلولي الجديد الذي يشير إلى ظهور حركة غلو جديدة في مطلع القرن الرابع الهجري. والحلاج هو القائل: