للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخذوه عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ النبي الأمي الذي علمهم الكتاب والحكمة وقال لهم نبيهم (لو كان موسى حيًا ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم) وعيسى بن مريم ـ عليه السلام ـ إذا نزل من السماء إنما يحكم فيهم بكتاب ربهم وسنة نبيهم فأي حاجة لهم مع هذا إلى الخضر وغيره والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أخبرهم بنزول عيسى ـ عليه السلام ـ من السماء وحضوره مع المسلمين وقال [كيف تهلك أمة أنا أولها وعيسى في آخرها] فإذا كان النبيان الكريمان اللذان هما مع إبراهيم وموسى ونوح أفضل الرسل ومحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ سيد ولد آدم ولم يحتجبوا عن هذه الأمة لا عوامهم ولا خواصهم فكيف يحتجب عنهم من ليس مثلهم وإذا كان الخضر حيًا دائمًا فكيف لم يذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك فقط، ولا خلفاؤه الراشدين؟ ! !

وقول قائل إنه نقيب الأولياء، فيقال له، من ولاه النقابة وأفضل الأولياء أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وليس فيهم الخضر، وغاية ما يحكى في هذا الباب من الحكايات بعضها كذب وبعضها مبني على ظن رجال مثل شخص رأى رجلًا ظن أنه الخضر، وقال إنه الخضر، كما أن الرافضة ترى شخصًا تظن أنه الإمام المنتظر المعصوم أو تدعي ذلك. وروي عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال وقد ذكر له الخضر من أحالك على غائب فما أنصفك، وما ألقى هذا على ألسنة الناس إلا الشيطان. انتهى المراد منه.

<<  <   >  >>