للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٢ ـ ولما شك الصحابة في (ابن صياد اليهودي) الذي كان يسكن المدينة، وظنوه الدجال الذي حدث عنه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأخذ الرسول معه جماعة وزاره في منزله قال له الرسول مختبرًا: (لقد خبأت لك خبئًا) . .

وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أضمر في نفسه (سورة الدخان) فسأله الرسول عما في نفسه، فقال عدو الله: (هو الدخ) ولم يستطع أن يكمل الكلمة، فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: [اخسأ فلن تعدو قدرك] . أي لن تتعدى كونك كاهنًا تتصل بالجن. ولذلك قال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (كيف ترى؟) قال: يأتيني أحيانًا صادق وكاذب. أي تأتيه أخبار من الشيطان صادقة أحيانًا، وكاذبة أخرى، فقال رسول الله: [لقد لُبِّس عليه] (رواه بنحوه مطولًا البخاري (٣/٤٦٢ و٦/٥١٢ و١٣/١٨٠ ـ من الفتح) ومسلم (١٧/٤٦ و٥٨ ـ بشرح النووي) وغيرهما) .

وفي هذا الحديث دليل على أن الشيطان من الممكن أن يطلع على ما في نفس المؤمن، ويخبر وليه من الإنس، وأننا مأمورون ألا نصدق من الغيب إلا ما أتانا من طريق الله، ومن طريق رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقط.

وكل هذه الأدلة التي ذكرناها، وغيرها لا يحصى، إنما كانت لتثبت الجانب العقائدي الإيماني في دعوة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبيان أن العقيدة والإيمان بالغيب مصدره الله ـ تبارك وتعالى ـ وأنه لا يجوز لمسلم بتاتًا أن يتخذ طريقًا آخر للغيب يتلقى عنه، وأن من فعل ذلك فقد خرج من الإيمان بالله تعالى.

<<  <   >  >>