وساطة فصرت ألقن المريدين كما لقنني به ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
ومرة قال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا إله إلا الله محمد رسول الله في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله خزنتها لك يا أحمد ما سبقك بها أحد علّمها أصحابك يسبقون بها. وكان ـ رضي الله عنه ـ يقول أملى علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأحزاب من لفظه حتى استشكل بعض أصحابه من العلماء مرة كلمة في الحزب الخامس فقال يا أخانا هكذا قال لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " (مفتاح كنوز السماوات والأرض المخزونة ص٨، ٩) ا. هـ
فهذه الحكايات التي كان يرويها صالح الجعفري بالسند المتصل حسب زعمه إلى قائلة أحمد الإدريسي فيها من الدعاوي والضلالات شيء كثير جدًا. من ذلك اجتماع لأحمد الإدريسي بالرسول والخضر ولسنا ندري ما علاقة الخضر بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وليس هو من أتباع الرسول محمد ولا من هذه الأمة الإسلامية أصلًا، إنما الخضر صاحب موسى على شريعة غير شريعة موسى أيضًا، وقد مات كما مات الرسل والأنبياء ممن كانوا قبله وممن أتوا بعده، ولو كان حيًا في زمان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لاتبعه وحارب معه وشهد معه الجمع والجماعات وإلا كان مرتدًا كافرًا، بدليل قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (والله لو أن موسى حيًا لما وسعه إلا أن يتبعني) وبدليل نزول عيسى في آخر الزمان وحكمه بشريعة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما علاقة الخضر أن يكون حاضرًا مع الرسول وأن يأمره الرسول أن يعلم الأذكار والأوراد! ؟ (اقرأ الفصل الخاص بالخضر في عقيدة المتصوفة) ، ولماذا يلجأ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحاشاه ـ أن يعلم شيئًا جديدًا بعد إتمام رسالته ولحوقه بربه. ألا تكفي الأذكار والأوراد التي علمها في حياته؟ ألم يقل سبحانه وتعالى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا}[المائدة: ٣] .
فما الحاجة بعد إلى أذكار جديدة. . وأليس لو كان للرسول هذا الاتصال ببعض الناس أن يكون ذلك لبيان كيف يخرج المسلمون مما يواجهونه من محن ومصائب، ألا يأتي مثلًا الرسول ليحل بعض المعضلات التي تجابه العالم الإسلامي