وأما الشبلي فهو أحد مقدميهم وقادتهم واسمه دلف بن جحدر فقد قيل له يومًا: يا أبا بكر أخبرنا عن التوحيد فقال: للسائل: " ويحك! من أجاب عن التوحيد بالعبارة فهو ملحد، ومن أشار إليه فهو ثنوي، ومن سكت عنه فهو جاهل، ومن هم أنه واصل فليس له حاصل، ومن أومأ إليه فهو عابد وثن، ومن نطق فيه فهو غافل ومن ظن أنه قريب فهو بعيد ومن تواجد فهو فاقد، وكلما ميزتموه بأوهامكم وأدركتموه بعقولكم في أتم معانيكم فهو مصروف مردود إليكم محدث مصنوع مثلكم " ا. هـ. .
وعندما سئل الشبلي عن أبي يزيد البسطامي وعرض عليه بعض ما قاله البسطامي مما نقلناه آنفًا قال الشبلي:
" لو كان أبو يزيد ها هنا لأسلم على يد بعض صبياننا وقال: لو أن أحدًا يفهم ما أقول لشددت الزنانير "(اللمع ص٥٠) .
وكان هذا الشبلي أيضًا يقول:" لو خطر ببالي أن الجحيم نيرانها وسعيرها تحرق مني شعرة كنت مشركًا "(اللمع ص٤٧٩ ومعنى شددت الزنانير جمع زنار وهو ما كان يضعه أهل الذمة على وسطهم تميزًا لهم عن المسلمين) .
وذكر عنه أيضًا أنه سمع قارئًا يقرأ هذه الآية {اخسأوا فيها ولا تكلمون}[المؤمنون: ١٠٣] . فقال الشبلي ليتني كنت واحدًا منهم (اللمع ص٤٩٠) .
وذكر عنه كذلك أنه قال:" إن لله عبادًا لو بزقوا على جهنم لأطفأوها "(اللمع ص٤٩٠) وثبت عن أبي الحسين النوري أنه قال (أنا أعشق الله وهو يعشقني "! ! (اللمع ص٤٩١) .
وشهدوا عليه أيضًا أنه سمع المؤذن فقال: طعنه وشم الموت! ! وسمع نباح كلب فقال: " لبيك وسعديك "! ! (اللمع ص٤٩٢) ، وكذلك كان أبو حمزة الصوفي إذا سمع صوت هبوب الريح وخرير الماء، وصياح الطيور يصيح ويقول: لبيك! ! .