وضمنت لك جميع ما طلبته منا ضمانًا لا يخلف عليك الوعد فيها والسلام. . ثم قال: وكل هذا واقع يقظة لا منامًا " (جواهر المعاني ج٢١ ص١٣٠، ١٣١) .
قلت: لم أجد في حياتي كذبًا أسمج، ولا وقاحة، ولا تقولًا على الله ورسالاته أكبر من ذلك. . فماذا كان عند هذا الوقح من دين وإسلام حتى يضمن الرسول له ذلك، وهذا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي يقول [والله إني لرسول الله لا أدري ما يفعل بي غدًا](رواه البخاري) ، والذي يقول الله تبارك وتعالى له:{قل إني لا أملك لكم ضرًا ولا رشدًا قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدًا}[الجن: ٢١ ـ ٢٢] .
فيأتي هذا الكذب ليفتري على الله أمثال هذه الافتراءات ويأبى الله إلا أن يكذبه فيكون أتباعه وأولاده أفضل خدم للكفر والاستعمار. . وقال أيضًا مؤكدًا هذه المزاعم: " وسألته ـ صلى الله عليه وسلم ـ لكل من أخذ عني وردًا أن تغفر لهم جميع ذنوبهم ما تقدم منها وما تأخر، تؤدي عنهم تبعاتهم من خزائن فضل الله لا من حسناتهم، وأن يدفع الله عنهم محاسبته على كل، وأن يكونوا آمنين من عذاب الله من الموت إلى دخول الجنة بلا حساب ولا عقاب في أول الزمرة الأولى، وأن يكونوا معي في عليين في جوار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ضمنت لك هذا ضمانًا لا ينقطع حتى تجاورني أنت وهم في عليين " (الجيش الكفيل بأخذ الثأر ص٢١٤، ٢١٥) ا. هـ. .
فانظر أي أخلاق يكون عليها الذين يدعون مجاورة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عليين.
ولم يكتف التجاني بهذا أيضًا فقد زعم كذلك أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يفارقه يومي الاثنين والجمعة من كل أسبوع، وأن مع الرسول سبعة أملاك وكل من رأى التجاني في هذين اليومين، تكتب الملائكة اسمه في رقعة من الذهب ويكون ناجيًا أبدًا ومن أهل السعادة حتى ولو كان كافرًا عند مشاهدته للتجاني فإنه لا بد أن يموت على الإسلام، وأن هذا كرامة من الله له.