للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مطمطم رباني، وكنز مطلسم سبحاني، أفيض له مددنا بواسطه (كذا والصواب: بوساطة) ، جده سر الوجود وبارقة النظم الأول في كيانتي النسقين الطموس والشهود (محمد) ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا سيد عشاق رسول الله، وسيد محابيب الله اليوم في ملك الله عليه سلام الله ورضوان الله. وهناك غبت عني، وأخذت مني، وذبت معنى، وترقرقت مهنى، وانطمست بوجودي وظهرت بمجدي " انتهى منه بلفظه (برقة البلبل من المجموعة النادرة ص٧٧ ـ ٧٩) .

ولا يكتفي الصيادي بهذا الكذب الأبلج على الله سبحانه وتعالى فإن الله لم يخاطب أحدًا بمثل هذا الخطاب المزعوم، فخطاب الله لصفوة أوليائه وهم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم لم يكن فيه عشر معشار هذا المدح بل كان عامته تأديبًا وعتابًا؛ كمثل قوله لنوح: {يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين} [هود: ٤٦] . وذلك لمجرد قول نوح: {رب إن ابني من أهلي} [هود: ٤٦] . وكذلك قوله لإبراهيم: {لا ينال عهدي الظالمين} [البقرة: ١٢٤] . عندما طلب إبراهيم أن يكون من ذريته أئمة. . وقوله لمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ: {إنك لا تهدي من أحببت} [القصص: ٥٦] . وقوله سبحانه وتعالى: {ليس لك من الأمر شيء} [آل عمران: ١٢٨] . وقوله: {عفا الله عنك لم أذنت لهم} [التوبة: ٤٣] . وقوله: {عبس وتولىّ} [عبس: ١] . وقوله: {وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} [الأحزاب: ٣٧] . هذا بعض من خطاب الله في قرآنه لرسله فانظر كيف يزعم هذا الصيادي أن الله كتب في صحيفة له " هذا أبو البراهين، هذا سيف الرسالة المسلول على أهل الضلالة. . هذا الإمام الأوحد الرباني. . باني مباني الطريقة المرضية الرفاعية. . هذا شمس الإفاضة المصطفوية للذرات كلها. . ". . الخ، هذا الكفر والضلال وهذا الكذب الصريح. . ومثل هذا لو كان يسمى باللغة تجوزًا مدحًا فإن أسقط الساقطين ينزه أن يمدح غيره بمثل هذا الكلام فلو أن شاعرًا متملقًا كاذبًا قام يمدح رجلًا بمثل هذه الأوصاف لاستحق السقوط واللعنة، ولرمي بالتزلف والجهالة والمبالغة الممقوتة، ورفع الإنسان الحقير عن مكانته. فكيف يسوغ أن ينسب مثل هذا

<<  <   >  >>