ذلك، فإذا شاهد الرجل الحق في المرأة كان شهودًا في منفعل، وإذا شاهد في نفسه ـ من حيث ظهور المرأة عنه ـ شاهده في فاعل، وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكوّن عنه كان شهوده في منفعل عن الحق بلا وساطة، فشهوده للحق في المرأة أم وأكمل. . ولأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل. . ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة، فلهذا أحب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ النساء، لكمال شهود الحق فيهن. . إذ لا يشهد الحق مجردًا عن المواد أبدًا. . " (الفصوص ص٢١٧) .
وأظن ليس بعد هذا الكلام كلام، وليس بعد هذا البيان بيان، ولا يملك المسلم الذي عصمه الله من هذا التردي الخلقي والعقلي إلا أن يقول (يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك) .
ويستطرد ابن عربي مقررًا هذا المعنى شارحًا له بمثل هذه العبارات: " فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله. . ".
وقائلًا أيضًا: " فمن أحب النساء على هذا الحد فهو حب إلهي ". وقائلًا بعد هذا أيضًا:
صح عند الناس أني عاشق ** غير أن لم يعرفوا عشقي لمن